google.com, pub-2715080204716401, DIRECT, f08c47fec0942fa0 google.com, pub-2715080204716401, DIRECT, f08c47fec0942fa0 نظرية الموهبة لـ تاننبوم - عجبني نظرية الموهبة لـ تاننبوم

القائمة الرئيسية

الصفحات

https://www.agbne.com/

بسم الله الرحمن الرحيم

نظرية الموهبة لـ تاننبوم

 

النموذج النفس اجتماعي للموهبة لـ Abraham Tannenbaum (١٩٨٣)

 

أعد هذا النموذج في الأساس أبراهام تاننبوم (Abraham Tannenbaum) (١٩٨٣).

يرى تاننبوم (Tannenbaum) أن الموهبة الأكاديمية والموهبة الأخرى لا تتطور عند الأطفال إلا عند المراهقين والراشدين فقط. ويأتي ذلك من جانب آخر أن الأطفال لديهم استعداد فطري للموهبة، والذي يعرف بـ (giftedness). ومن هذا المنطلق يرى أن الموهبة تبدأ كاستعداد فطري عند الطفل، لا يلبث أن يتطور إلى مهارة في الأداء تحت تأثير عدد من العوامل المختلفة والتفاعل فيما بينها.

وقسم تاننبوم Tannenbaum ذوي المواهب إلى ثمان مجموعات من الأفراد، يعترف المجتمع الغربي بأنهم من أصحاب العمل الجيد أو المتميز، هذه المجموعات كما يلي:

1- منتجو الأفكار بإبداعية، وهم الفلاسفة والشعراء والكتاب والمصورون، والمؤلفون الموسيقيون والعلماء التجريبيون والمنظرون و المؤرخون.

2- منتجو الأفكار ببراعة أو حرفية، وهم الخبراء الذين يمكنهم التوصل إلى حلول للمشكلات المعقدة، كالتي في العلوم والرياضيات، ويتصفون بالبصيرة أكثر من اتسامهم بالاختراع  والتجديد، ومنهم خبراء برامج الكمبيوتر.

3- منتجو الأشياء المادية المحسوسة بإبداعية: ومنهم المخترعون، الذين يتوافر لديهم من الخيال في العلوم والتكنولوجيا ما يمكنهم من تطوير منتجات مثل المصباح الكهربائي، والثلاجة، وأجهزة الكمبيوتر، والمعدات الطبية، وأجهزة الاتصال المعقدة.

4- منتجو الأشياء المادية  المحسوسة  ببراعة وحرفية، وتضم هذه المجموعة: العمال الحاذقين الذين تكمن قوتهم في دقتهم أكثر من أصالتهم، من أمثال: صاقلوا الماس و قاطعوا الأحجار ممن ينحتون بأزاميلهم الأشكال والزخارف البارزة على واجهات وجدران دور العبادة و المؤسسات، وصناع الأثاث.

5-المؤدون المسرحيون بإبداعية: وهم المفسرون أو أولئك الذين يقومون بإعادة الأعمال الفنية مثل: العازفون الذين يقدمون الأعمال الموسيقية من منظورهم الخاص - من خلال أدائهم المتفرد والمتميز لأعمال الآخرين، وكذلك الممثلون المسرحيون.

6-المؤدون المسرحيون ببراعة أو حرفية وتشمل هذه القائمة عازفو الأوركسترا الذين يمكنون قائدهم من تحقيق غايات المؤلف الأصلي من خلال أسلوبهم وانضباطهم الذاتي.

7- المؤدون للخدمات الإنسانية بإبداعية: تضم قائمة المدرسين المجددين والقادة السياسيين، والأخصائيين الاجتماعيين، وأخصائي علم النفس الإكلينيكي.

8- المؤدون للخدمات الاجتماعية ببراعة وحرفية، وتشمل تلك المجموعة: المهرة ممن يتبعون التعليمات بإخلاص

ونجاح، والأطباء ذوي الذهن المتيقظ في عمليات التشخيص والعلاج.

صنف تاننبوم المواهب المنماة أو المستثمرة إلى أربع فئات من المنظور الاجتماعي:

1-المواهب النادرة (scarcity talents): وهي تلك المواهب التي تتوفر لدى أقلية من الأفراد، هي مواهب فائقة الندرة، يظل النقص فيها بلا إشباع كما يظل الحاجة إليها ماسة وملحة إلى الأبد.

وهي تلك المواهب التي تتوفر لدى أولئك الأفراد الذين يحققون تقدماً مذهلاً في المعارف عامة أو في التقنية. وهو الأمر الذي يعود بالنفع والفائدة عليهم وعلى مجتمعاتهم من جراء ذلك؛ كما يحدث بالنسبة لاكتشاف الطعوم مثلا، أو العلاجات الطبية المختلفة، أو الاختراعات التي يكون من شأنها أن تضيف الكثير إلى رفاهية الفرد ورفاهية مجتمعه وربما العالم بأسره، وتشمل المخترعين المكتشفين غير العاديين.

2-المواهب الفائضة (surplus talents): وهي تلك المواهب التي يضيفها الأفراد دائماً لجمال البيئة، مثل الفنون والآداب.

وتوجد مثل هذه المواهب لدى أولئك الأفراد الذين يضيفون بشكل كبير إلى جمال البيئة.

وتعرّف الموهبة الفائضة بأنها تلك القيمة التي تمثل الفرق بين الشكل السابق للبيئة وشكلها الجميل الحالي.

وقد تظهر تلك المواهب كإنتاج متميز في الفنون أو الآداب مثلاً.

ويتوقف الإعجاب بها على الكيف وليس الكم.

3- المواهب النسبية «المرتبطة بالحصص النسبية» quota:

وهي المواهب التي ترتبط بالحصص النسبية، وتتمثل في مهارات وقدرات ترتبط بالتجارة، والبضائع، والخدمات المختلفة (كالطب، والتمريض، والمحاماة، والتدريس).

وهي تظهر كاستجابة لحاجة لسوق وتتضمن المهن التقليدية اللازمة لتزويدنا بالخدمات المختلفة كالبضائع من أمثال: الأطباء والمعلمين والمهندسين والمحامين، إلخ.

وتعتمد تلك المواهب على وجود مهارات عالية المستوى لدى أولئك الأفراد.

4.المواهب الشاذة (anomalous): وهي تلك المواهب الموجودة في المجال العملي والتي قد لا يجد أصحابها اهتماماً حقيقياً بهم، وتتوازى مثل هذه المهارات والمواهب القدرات النوعية المختلفة.

وهي مواهب يمكن تقديرها أو تجاهلها حيث يهتم المجتمع بها، ويعتبرها ذات قيمة، وتشمل ميادين التميز العملية، والبراعة في حرفة معينة كالطهي ورعاية الحدائق وفنون التسلية وصاحب الذاكرة القوية.... إلخ-

حيث أن المهارات في الأساس تقوم على القدرات النوعية المختلفة، حيث أنها قد تتعدد وتتباين لتشمل المجال العملي بأسره، ولكن هذا لا يعنى أن الفرد الواحد يجمع بين كل هذه المهارات أو حتى بين غالبيتها، ولكنه يتميز في واحدة منها أو حتى اثنتين فقط وذلك إلى الحد الذي يسمح له بتقديم إنتاج متميز في مجالها.

وجدير بالذكر أن مثل هذه الأنماط تضفي عليها طبيعة خاصة تعرف بالطبيعة التصنيفية للمواهب، حيث تمنح ثلاث خصائص أو صفات أساسية يمكن أن نعرض لها على النحو التالي:

1- أنها ذات طبيعة تصنيفية.

2- أنها ذات طبيعة تسلسلية.

3- أنها ذات طبيعة سيكولوجية.

ونحن نرى أن الطبيعة التصنيفية للموهبة تظهر في تلك الأنماط الأربعة التي ذكرها تاننبوم Tannenbaum لتمثل تصنيفاً للمواهب من وجهة نظره، أما طبيعتها التسلسلية فترتبط في أساسها بالجانب الاجتماعي، حيث قد تختلف تلك الأهمية التي يمكن أن تمثلها مثل هذه المواهب في تسلسلها ووفقاً لرؤية مجتمعية معينة تختلف بالتالي من مجتمع إلى آخر، في حين تأتي بعد ذلك طبيعتها السيكولوجية، وهو الأمر الذي يرتبط بالنموذج كنفس اجتماعي للموهبة يتمثل فيه من منظور اجتماعي وثقافي بناء على الفروق العامة بين الأفراد وبين المجتمعات.

ويرى تاننبوم أن الموهبة لا تظهر لدى الطفل، كما أنها تعتمد أيضاً على القدرات الأخرى النوعية، ومجموعة كبيرة من الخصائص غير العقلية كالرغبة في التفوق، والدافعية، والمثابرة، والثقة بالنفس، وغيرها. كما أنه لا توجد من جانب آخر معايير ثابتة لقياس الأداء أو المهارة سوى بالمقارنة مع الأقران.

كما يرى تاننبوم أنه لا يعتمد على مقاييس نفسية معينة أو أدوات لقياسها، بل إن ذلك من وجهة نظره يتم من خلال الملاحظة والمقارنة وهو ما يعني أنه يتخذهما أساساً للتعرف على المواهب المختلفة وقياسها.

وإلى جانب ذلك يعرض تاننبوم خمسة عوامل مختلفة لها أهميتها في هذا الصدد حيث تسهم بشكل فاعل في ظهور الموهبة بين مختلف الأفراد، وتطورها وبلورتها نتيجة التفاعل بين مثل هذه العوامل، أو بمعنى آخر:

 تسهم في تطور الموهبة من استعداد فطري إلى قدرة متميزة على الأداء، وتتمثل هذه العوامل الخمسة فيما يلي:

١ - القدرة العامة general ability

٢ - القدرة الخاصة أو النوعية special ability

٣ - عوامل الحظ أو الصدفة chance

٤ - عوامل بيئية environmental

٥ - عوامل غير عقلية non - intellectual

ويقع كل عامل من هذه العوامل الخمسة في إطار بُعد دينامي وآخر ساكن، بحيث تظل الأبعاد الساكنة ثابتة أو محددة، أما الأبعاد الدينامية فتكون عرضة للتغير، وهو الأمر الذي يتأثر بالعوامل البيئية إلى حد كبير، وهو الأمر الذي يضيف كثيراً إلى أهمية تلك البيئة التي يتسم بها الفرد فيها.

ويمكن تناول تلك العوامل الخمسة من هذا المنطلق على النحو التالي:

1- القدرة العامة:

وعادة ما تقاس قدرة الفرد العامة بمعدل ذكائه أو نسبته، وهو الأمر الذي يمكننا تحقيقه من خلال اختبارات الذكاء. ويتمثل البعد الساكن بالنسبة لها في أنها تؤدي من الناحية الجينية إلى الذكاء العام، أما البعد الدينامي فيعكس أساليب التعلم، وكيف يمكن لكل فرد أن يتواءم مع تجهيز المعلومات حتى يتمكن من أن يتعلم.

2- القدرة الخاصة:

وتشهد مثل هذه القدرة مجموعة نوعية من القدرات أو المهارات من جانب الفرد وذلك في العديد من المجالات النوعية المختلفة التي تتضمنها حياته. ويتمثل البعد الساكن في تلك الموهبة الأدائية التي يشهدها مجالات معينة، أما البعد الدينامي فيتمثل في مدى أهمية أن يكون الفرد قادراً على الأداء الإبداعي أو الابتكاري في المجال الذي يعكس تلك القدرة الخاصة من جانب مثل هذا الفرد أو يشهدها.

3-عوامل الصدفة أو الحظ:

وتتمثل عوامل الحظ أو الصدفة chance factors في حدوث مواقف معينة تترك أثرها على الفرد، ما قد يعتبر نقاط تحول بالنسبة له أو نقاط تحول في حياته. ويتمثل البعد الساكن لمثل هذه العوامل في أن الصدف التي يمكن أن تواجهنا في الحياة والتي يمكن لنا أن نمر بها وأن نختبرها قد تؤثر أحياناً في قدرتنا على إدراك قدراتنا وطاقاتنا الكامنة. أما البعد الدينامي فيتمثل في ما يواجه الفرد من حظ أو صدفة ويؤثر على تحقيقه للنجاح وذلك إذا ما ظل هذا الفرد إيجابياً، وظل يبحث عن الحظ.

4-العوامل البيئية:

والعوامل البيئية ذات أهمية كبيرة بالنسبة للفرد في هذا الصدد، ويتمثل البعد الساكن بما يمثله من الوالدين والمعلمين ومن يمكن أن يمثلونه من أهمية في هذا الصدد، أما بعدها الدينامي فيتمثل في انتقال القيم إلى الفرد عن طريق الآخرين ذوي الأهمية بالنسبة له. وتعد مثل هذه العملية ذات أهمية كبيرة في هذا المجال خاصة الوالدية، وذلك فيما يتعلق بالعوامل التربوية أو التعليمية، حيث يلعب توفير بيئة مناسبة كتشجيع الوالدين والأقران للطفل واستخدام المكتبات مثلاً دوراً رئيسياً في هذا الإطار.

5-العوامل غير العقلية:

تعد العوامل غير العقلية non - intellectual كـالرغبة، والسمات الشخصية، وتقدير الذات، والدافعية وهي ما تعد بمثابة عوامل ذات أهمية كبيرة في هذا الإطار. أما بعدها الدينامي فيتمثل في تلك الكيفية التي يمكن بها تقدير الذات.

ومن الجدير بالذكر أن هذه العوامل الخمسة فيما يتعلق بحقائق عرضها بورتر (١٩٩٩) على تاننبوم على النحو التالي:

1 - أن كل عامل من هذه العوامل في حد ذاته يعد على درجة كبيرة من الأهمية، ولكنه في نفس الوقت كعامل محدد في حد ذاته يعد غير كاف في سبيل إدراك المواهب الكامنة لدى الفرد والتعرف عليها وتحديدها.

1- أن التكاتف أو التفاعل الذي يمكن أن يحدث بين أي أربع عناصر من هذه العناصر الخمسة لا يمكن مطلقاً أن يعوض عن أي قصور خطير يمكن أن يظهر في العنصر الخامس منها.

3 - أن الأهمية النسبية لكل عامل من هذه العوامل الخمسة تختلف بالضرورة من مجال إلى آخر من تلك المجالات التي تتمتع بجوانب معينة أو مجالات للموهبة، بمعنى أن أهمية كل عامل لا تتساوى مطلقاً مع أهمية غيره من العوامل وذلك بالنسبة لكل نمط من الأنماط الممثلة لمجالات للموهبة.

4 - ونحن نرى أن بإمكاننا أن نضيف إلى ذلك أن هذه الحقائق السابقة بالشكل الذي عرضت به في هذا الصدد تسهم بدور أساسي وهام في اختلاف مستويات وأنماط الموهبة بين مختلف الأشخاص.

..................................

من كتاب/ سيكلوجية الموهبة- أ.د/ عادل عبد الله محمد

 

أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع