نظرية الموهبة لـ Robert Sternberg
أعد هذا النموذج في الأساس روبرت
ستيرنبرج (Robert Sternberg) (١٩٨٥)
بجامعة ييل Yale بالولايات المتحدة الأمريكية.
واشتقاقاً من نظريته في الذكاء الثلاثي (triarchic
intelligence)، يرى ستيرنبرج أن الأفراد
ينبغي أن يكون لديهم ثلاثة أنماط من الموهبة تحوي قدرات أساسية حتى يمكن اعتبارهم
موهوبين، وهي:
1-المهارات التحليلية (analytical skills): وهي القدرة على تقييم جوانب
الموقف، وتحليل عناصره.
2-المهارات الابتكارية (creative skills): وهي القدرة على أن يصبح
الفرد مفكراً مستقلاً ومنتجاً، ويجد أكثر من حل للمشكلة.
3-المهارات العملية (practical skills): وهي القدرة على تطبيق
المهارات على أنماط التفكير في المشكلات المتباينة، ومختلف المواقف.
وعلى الرغم من ذلك فإنه نادراً ما نجد
هناك أي فرد يمكن أن يمثل نموذجاً صرفاً لأحد هذه العناصر أو الأنماط من الموهبة
بل إن الفرد الواحد قد يجمع في ذات الوقت بين أكثر من نمط واحد للموهبة أو قد يجمع
بين أكثر من جانب من تلك الجوانب التي يتضمنها مثل هذا النمط أو ذاك، ولذلك فإنه
قد أضاف لهذه الأنماط الثلاثة نمطاً رابعاً يجمع بينها، أو بالأحرى استمده منها،
ويعرف ذلك النمط بالموهبة المتوازنة Balanced Giftedness التي تجمع بين عناصر من الأنماط الثلاثة السابقة، ولذلك تظهر
الموهبة في سبعة احتمالات من الأنماط الثلاثة: ثلاثة أحادية، وثلاثة ثنائية، وواحد
ثلاثي (٣ أحادية، ٣ ثنائية، ١ ثلاثي).
ولم يجد ستيرنبرج Sternberg أي أدلة على أن الأفراد الذين
لديهم نمطان من هذه الأنماط الثلاثة للموهبة يعدون أفضل أو أكثر نجاحاً ممن يكون
لديهم نمط واحد فقط، أو تكون لديهم الأنماط الثلاثة جميعها، أم لا.
محكات ستيرنبرج للموهبة
إلى جانب ذلك فإنه يحدد خمسة محكات يجب
أن تنطبق جميعها على الفرد حتى يمكن أن نعتبره موهوباً، وهذه المحكات هي:
1 - محك التميز excellence: ويعنى أن الفرد يجب أن يكون متفوقاً
على أقرانه ومتميزاً عنهم في بعد معين، أو في بعض الأبعاد.
2 - محك الندرة rarity: ويعنى أن يتمتع الفرد بمستوى
مرتفع من المهارة يعد نادراً إذا ما تمت مقارنته بأقرانه.
3 - محك الإنتاجية Productivity: ويعنى ضرورة أن يؤدي تميز
الفرد في تلك المجالات إلى إنتاجية معينة أو إنتاجية محتملة.
4 - محك إمكانية الإثبات demonstrable: ويعنى أن يتم إثبات مدى
التميز الذي يتسم الفرد به أو التحقق منه عن طريق واحد أو أكثر من الاختبارات أو
المقاييس الثابتة.
5 - محك القيمة value: ويعنى أن يلقى الفرد ما
يستحقه من تقدير وذلك من جانب جماعته أو مجتمعه أي أن يكون ذا قيمة في هذا المجتمع.
إلى جانب ذلك يرى ستيرنبرج Sternberg أن هناك جانباً هاماً من
الموهبة يتمثل في قدرة الفرد على المواءمة بين هذه الأنواع أو الأنماط الثلاثة من
القدرات، وفي معرفة متى يمكنه أن يستخدم كل نمط منها. وإلى جانب ذلك يرى ستيرنبرج Sternberg أن هناك بعض العوامل ذات
الأهمية في سبيل الابتكارية وهي تلك العوامل التي يجب أن نوليها اهتمامنا عند
التفكير في الموهبة وهي:
1-الذكاء smart
2- البيئة environment
3- الشخصية personal
4- الأسلوب العقلي intellectual style
5-المعرفة knowledge
كذلك فإن مفهوم ستيرنبرج Sternberg للذكاء كما يشير هو نفسه في
عام ١٩٨٨، يضم ثلاثة أنماط من التفضيلات من مستويات ثلاثة للإدارة أو السيطرة
الذاتية العقلية mental management - selfتقابل كلا مما يلي:
1-وظائف السيطرة العقلية.
2-التفضيلات المرتبطة بالأسلوب stylistic أي أسلوب السيطرة العقلية.
3-أشكال السيطرة الذاتية العقلية.
فقد نجد في هذا الإطار أن أحد الأفراد
قد يفضل على سبيل المثال الوظائف التشريعية legislative، والمتغيرات الداخلية،
والعادات الهرمية، بينما يفضل شخص آخر الوظائف التنفيذية executive، والمتغيرات الخارجية،
والعادات الفوضوية للسيطرة الذاتية العقلية، وما إلى ذلك. هذا ويمكن تناول تلك
النقاط على النحو التالي:
1- وظائف السيطرة العقلية:
وهي تعكس تلك الوظائف التي يمكن أن
تؤدى من خلال السيطرة العقلية أو نمط السيطرة العقلية، والتي يمكن أن تتمثل فيما يلي:
أ-التشريعية legislative: وتتمثل هذه الوظيفة أساساً في
كل من الابتكار، والتخطيط، والتخيل، والصياغة. وهي كما نرى تمثل جميعها أدوات تسهم
في وضع تصور معين للموقف موضوع الخبرة بحيث ينبغي السير وفقاً لهذا التصور وفي
ضوئه.
ب-التنفيذية executive: وتتمثل أساساً في التزويد
بالأدوات من ناحية، وفي الأداء من ناحية أخرى. وكما نرى فإن الأدوات هي الوسائل
التي يتم بموجبها وضع التصور المقترح موضع التنفيذ، وأن الأداء هو الأسلوب الذي
يتم به تنفيذ ذلك التصور المقترح.
ج- القضائية judicial: وتتمثل تلك الوظيفة أساساً في
كل من الحكم، والتقييم، والمقارنة. وكما نرى فإن كل هذه الوظائف تسهم في التوصل
إلى حكم معين نقوم على أثره بتقديم وصف معين للظاهرة، ثم التوصل في ضوء ذلك إلى
حكم يتعلق بها.
٢. مجال السيطرة العقلية وأسلوبها وما
يرتبط بذلك من متغيرات:
وجدير بالذكر أن مثل هذه المتغيرات
تنقسم في أساسها إلى نمطين اثنين من المتغيرات التي يمكن أن نعرض لهما كما يلي:
أ - داخلية internal: وتتمثل في تلك المتغيرات في
حد ذاتها.
ب - خارجية external: وتنتج عن تفاعل تلك المتغيرات
معاً.
٣. أشكال السيطرة الذاتية العقلية:
وهناك العديد من الأشكال التي يمكن أن
تميز السيطرة الذاتية العقلية من جانب الفرد، والتي تتراوح في العادة بين الفردية
إلى الأقلية إلى التسلسل الهرمي إلى الفوضوية، ويمثل كل منها بطبيعة الحال شكلاً
معيناً وفريداً للأداء من جانب الفرد وذلك من تلك الأشكال التي تعكس السيطرة
الذاتية العقلية وهو ما يمكن أن نعرض له على النحو التالي:
أ - الفردية monarchy: وهي ما تشبه الملكية، ويؤدي المناصرون لها monarchic بشكل أفضل عندما يتم تحديد
الأهداف المختلفة بشكل فردي، حيث يتعاملون بشكل أفضل مع هدف واحد أو حاجة واحدة في
كل مرة. وهذا يعنى أن مثل هؤلاء الأفراد يركزون في المرة الواحدة على هدف واحد فقط
وليس أكثر من ذلك.
ب - التسلسل الهرمي hierarchy: يمكن للأفراد المؤيدين
للتسلسل الهرمي أو من يتسمون به كشكل من أشكال السيطرة الذاتية العقلية أن يركزوا
على أهداف متعددة في المرة الواحدة، ولكنهم مع ذلك يدركون أن ليس بمقدورهم أن
يؤدوا كل هذه الأهداف بنفس الدرجة، ومن ثم فإنهم عادة ما يقومون بوضع تلك الأهداف
أو ترتيبها وفق أولويات معينة أي أنهم يقومون بذلك بوضعها في تسلسل هرمي معين حتى
يمكنهم أدائها بنفس الدرجة.
ج - الأقلية oligarchy: يمكن للمناصرين للأقلية أو
المؤيدين لها أن يتناولوا تلك الأهداف ذات الوزن المتساوي بشكل أفضل، وبالتالي
فإنهم يجدون صعوبة في وضع أولويات معينة للأهداف ذات الوزن المختلف.
د - الفوضوية anarchy: وعادة ما ينطبق شكل الفوضوية
من شكل معين أو من شكل آخر على من يريدون الفوضوية، والتي تتطلب منه عادة أن
يسيروا وفق قواعد وتنظيمات محددة مما يجعلهم يؤدون دون وجود أي قواعد أو نسق معين،
ولا يتبعون في ذلك سوى أسلوبهم الخاص في حل المشكلات وهو ذلك الأسلوب الذي يتسم
بعدم الالتزام بأي تنظيمات عقلية موجودة.
..................................
من كتاب/ سيكلوجية الموهبة- أ.د/ عادل
عبد الله محمد


تعليقات
إرسال تعليق