سيناريو فيلم (صرخة)-4-بقلم/ E.Mhmoud
المشهد الرابع عشر
نهار داخلي.. مكتب طارق، فخم جداً، سماح أمام
باب المكتب المفتوح، الكاميرا من الداخل، تدُقّ على الباب المفتوح برِقّة ورهبة وتقف
مرتبكة ما إن تشاهد المحامي الذي يقف مبتسماً طالباً منها الدخول -فهو شاب في
الثلاثينات أبيض وسيم
نَضِر عليه آثار النعمة وملامح الذكاء.
المحامي:
-اتفضلي .. واقفه عندِك ليه؟
سماح تترك الباب مفتوحاً وتتجه نحوه شبه تائهة.
يغادر مكتبه، تتابعه باستغراب .. يغلق الباب ويشير
لها بالجلوس وهو يتمعن في ملامحها وتقاطيع جسدها بإعجاب.
طارق:
- اتفضلي .. واقفه عندك ليه؟
طارق: اتفضلي واقفه ليه؟
تنتبه سماح من ذهولها، تجلس، يأتي ويجلس على
الكرسي المقابل وليس على مكتبه.
طارق:
-تشربي إيه؟
سماح:
-ها؟ لا شكراً..
يقف، يضغط زراً على مكتبه، يأتي سعيد السكرتير،
يدخل بعد دق الباب.
سعيد:
-أفندم؟
طارق:
-اطلب لنا عصير ليمون يا سعيد.
سعيد:
-حاضر يا فندم.
ينصرف ويغلق الباب.
طارق:
-أنا قلت أطلب لِك عصير ليمون عشان أعصابك تهدا؛
شايفها مشدوده شويه!
سماح:
-ها؟ لا أبداً.. أصل أول مرة أدخل مكتب محامي!
طارق يضحك:
-الْـلَّهْ؟ هو احنا بنخوِّف زي البوليس ولا إيه؟
سماح بابتسامة ساخرة مريرة:
-لأ زي دكتور السنان!
تتلاشى ابتسامة طارق ويحل محلها ملامح
استغراب وعدم فهم..
طارق:
-ها؟
سماح:
-أنا آسفه مكنش قصدي!
طارق يستعيد ابتسامته وتتحول للسخرية:
طارق:
-وحضرتِك بقى جايَّه تخلعي ضرس العقل؟!
يقاطعهم دقّ الباب ودخول الساعي بالليمون،
يضعه وينصرف ويغلق الباب خلفه.
طارق:
-اتفضلي
سماح:
-شكراً..
ترتشف رشفة ثم تخفض يديها بالكأس إلى مستوى
ساقيها وتنظر للمحامي بخجل، فيبادر بالكلام مقترباً بوجهه ويصل بجسده إلى حرف
الكرسي.
طارق:
-أخو حضرتك حكى لي بس أنا فضَّلت أسمع مِنِّك
عشان أقدر أقيّم الموقف..
ينتهي المشهد
قطع
المشهد السادس عشر
نهار خارجي، حارة سماح في القلعة.. سماح تسير
وحدها بشيء من السرعة والارتباك، وتتطلع يمينا ويساراً وكأن أحدا سيمسك بها! وهو
ما يحدث فعلاً حين تصل إلى باب البيت! حيث تمسك بها يد تبرز من جانب البيت تشُدُّها
بقوة، تصرخ سماح من المفاجأة والرعب؛ تنظر بخوف شديد لصاحبها الذي يبادرها بالكلام..
عاطف:
-انتي فاكرَه إنّ المحضر الأهبل اللي عملهولي
أخوكي لُهْ لازمَه؟ ولّا فاكرَه إنّي حتّى لو دبحتِك هنا ف وِسط الحارة حدّ ح يشهَد
ويقول كده؟
سماح بصوت خائف مرتجف:
-إوعى سيب إيدي ح تكسرها!
عاطف:
-ح اكسرها وأكسر رقبتِك إنتي واخوكي.. شوفي
يا ماما؛ أنا كان ممكن أطلَّقِك وارميلك ورقتِك على الجزمه القديمه لولا اللي عمله
أخوكي .. أنا ما حدِّش يغصبني على حاجه .. أنا اعمل اللي انا عايزه وقت ما أنا عايز،
سامعه يا أبلا؟ وابقوا شوفوا مِية محامي ح يعملولك إيه؟ وخليكي متعلّقه لحدّ ما تموتي؛
أنا خدتك فقرانه بشنطِة هدومِك ومِش حاسيبك تُسُكِّينِي على أفايا وتاخدي منّي ملّيم
بعد ما أرفتيني ف عيشتي يا أمُّ قويق يا بومه!
تنتزع سماح يدها بقوّة وتقزز وتدخل البيت مع
سماع صوت صعودها السريع على السلم، وينتهي المشهد على وجه وجسد عاطف لا يزال يحمل
نظرة الكره والغيظ وهو يشيعها بنظراته الحاقدة.
مزج

-4-.jpg)
تعليقات
إرسال تعليق