طبطبه

  استيقظتَ مبكراً.. ارتديتَ أفضل ثيابك.. جهّزتَ حقيبتك.. حملتَ ما تحب.. ثم وقفتَ تنتظرُ القطارَ في شوق.. لكن مهلاً! أين تقف؟! قِف في المحط...

  نعم! ستجمعُ السّحابَ يوماً وستضُمُّه إلى صدرِكَ بيدٍ لمّا يفارقها ترابُ العملِ بعد! فقط آمِن واعمل وانتظر سُحبَ غيثِكَ من الله.

  قد تكون جنديّاً صغيراً في عملك اليوم.. لكن بالمثابرة والجدّ مع النيّةِ الصادقةِ والتوفيقِ من الله؛ تكتسبُ الخبرةَ وتصبحُ في غَـدٍ المَلِك....

  هذا حظّك في الحياة! هكذا تصيح باكياً أمام بطيخةٍ كهذه! تمالك نفسك؛ لقد نسيت شيئاً هامّاً جدّاً: الحياة ليست بطّيخة!    

  البعض يأخذُك ثمرةً ناضجةً ناضرةً زاهية.. ثم يهملونك حتى تتعفّن؛ ثم يعايرونك صائحين: أيُّها المتعفِّن!! هم المتعفِّنُون! تبـاً لهم.

بالأمس ذاكرت.. واليوم تمتحن.. وغداً ـ بإذن الله ـ ستقفز فوق الشمس!  

    كديناصورٍ هائج تطاردك مخاوفك!! اهدأ.. الديناصورات مُنقرضة! طِب نفساً وقُد حياتك باطمئنان.  

  لا تنظر لغروب الشمس.. ستأتيك رسالةٌ من جوف البحر؛ محفوظةً لك! حينها.. ستكتشف أنه الشروق!

  حتّى الأسد يأتيه وقتٌ ويصرخ ألماً؛ لكنّه يظلُّ أسداً.. حتّى وإن صرخت من الألم.. كُن أسداً!

قد تشيخ في انتظار أحدٍ لا يعلم عن انتظارك شيئاً! أدرك عمرك!

 ابتسم.. ستجد مَن يُحبُّكَ حتماً.

 لا تبقَ فارغاً! لا تبقَ مكانك! لديك قدمان؛ لديك يدان؛ لديك عقل؛ تحرّك.. املأ نفسك!

 حتى لو انهار العالم من حولك .. اشرب قهوتك في هدوء؛ وأعِد بناءه من جديد!

  لا تبكِ! لقد اخترت بصدق؛ لكنّه خدعك باحتراف!

تؤذيك رائحتهم النّفّاذة وطعمهم اللاذع؛ ويقنعونك أنك تُكُمِّلُهم! لستَ مُجبراً على سدّ فراغات أحد، طبيعتك تختلف، لا تبقَ هناك، اعتزل ما يؤذ...

  حين كلّت قدماك؛ تركك وعبر وحده! حين تقوى قدماك؛ وتعبر وتتجاوزه، وتسمع خطواته الكليلة وأنفاسه اللاهثة تلاحقك..  لا تلتفت!  

 كُن شجاعاً فأنت تعلم حتماً مَنْ يَفِرُّ بالجُبْن!

يوماً ما ستجد مَن يغسلك كطفل.