google.com, pub-2715080204716401, DIRECT, f08c47fec0942fa0 google.com, pub-2715080204716401, DIRECT, f08c47fec0942fa0 (أمي وأمهات الحي)

القائمة الرئيسية

الصفحات


https://www.agbne.com/

بسم الله الرحمن الرحيم

(أمي وأمهات الحي)


عام 2016م، في بلدة بولاية "كيرالا" الساحلية بالجنوب الغربي الهندي، وفي بيت عائلة هندية اعتاد أحد أطفالها ـ التلميذ بالصف التاسع اسمه (أنوجاث) ـ اعتاد أن يسمع والده يشكو حاله لصديق أو لأحد الجيران؛ أنه يعمل ويكِدّ ويتعب طوال النهار، بينما زوجته (سيندو) لا تفعل شيئا، سوى التواجد في البيت بلا أي إنتاج!

 

إلا أن (أنوجاث) لم يكن مقتنعا بما يقوله أبوه عن والدته، لأنه كان يراها تشقى وتتعب في البيت بلا معين، فهي تغسل ملابس زوجها وأولادها وتنشرها على الحبال لتجف، ثم تقوم بكيّها، ثم تطبخ وتعد الطعام، وتغسل أواني المطبخ، وتكنس وتمسح الأرض، وتخرج لتملأ الجرة بالماء من بئر قريبة، وإذا احتاجت ما ينقص تشتريه من بائع متجول بالحي، وحين تجد شيئا تعطل تسرع لإصلاحه بنفسها، وإذا جاع رضيعها ترضعه، كما إنها تلاعب بقية أطفالها وتسليهم وترعى شؤونهم.

 

وفي يوم من الأيام، قرر "أنوجاث" أن يراقب أمه بدقة أكبر؛ ليرسم بألوان الماء كل ما تقوم به من عمل ـ فقد كان هاوياً بشدة للرسم ـ فبدأ يرسم ويرسم لتخرج من بين أنامله لوحة ضاقت بما رسم فيها مما تقوم به أمه (سيندو) من عمل يومي، ينتهي بعودة الأب عند الغروب ليرى أن كل شيء في البيت معد لإسعاده، من دون أن يعير انتباها لتفاصيل ما تقوم به زوجته من عمل شاق!

ولما انتهى الابن من الرسم سمى اللوحة "أمي، وأمهات الحي" واحتفظ بها.

 

عند النظر إلى اللوحة والتدقيق بكل مشهد فيها، سترى الأم (سيندو) تطعم ما لدى البيت من حيوانات داجنة، دجاج وبقرة وكلب وقطة، ثم تراها تمد عصا إلى أعلى شجرة جوز هند، لتسقط إليها شيئا منها، أو لتطرد طيرا أراد السطو على شيء جمعته. كما تراها جالسة تصفف شعر ابنتها الصغيرة، أو تمد العجين لتخبز في فرن ناره من الحطب المشتعل.


أبقى (أنوجاث) لوحته في البيت أكثر من عامين، إلى أن علم بمسابقة شهيرة أقامتها أكاديمية شانكار للفنون، ورصدت لها جائزة إحياءً لذكرى رسام كاريكاتير محلي بولاية كيرالا، فتقدم وشارك فيها بلوحته التي اكتسحت بالإجماع كل عمل فني آخر.

 إلا أن عمر الفرحة كان قصيرا جدا، فما إن علم أن الجائزة كانت من نصيبه، حتى جاءه نعي والدته التي أراد أن يهديها الفوز في"يوم الأم" لكنها توفيت بعلة في قلبها!

 

أما (أمي وأمهات الحي) التي أراد أنوجاث أن يهديها لأمه في عيد الأم فلم تصل إلى أمه الراحلة.


لكنّ ولاية "كيرالا" جعلت من صورتها غلافاً لتقرير أصدرته حكومتها المحلية عن "المساواة بين الجنسين" في عام 2020- 2021 تكريماً للأم.


https://www.agbne.com/



 

تعليقات

التنقل السريع