بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا تعرف عن شمّ النسيم؟

شم النسيم هو أقدم احتفال شعبي عرفه التاريخ، بدأه قدماء المصريين منذ ما يقرب من خمسة آلاف عام، وترجع تسمية "شم النسيم" بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية "شمو"، وهي كلمة هيروغليفية قديمة تعني عيد الخلق أو بعث الحياة.

 وكان المصريون القدماء يعتقدون أن هذا اليوم يرمز إلى بدء خلق العالم وبعث الحياة.. وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، والنسيم العليل، وما يصاحب الاحتفال بهذا العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات للاستمتاع بجمال الطبيعة.

ويحتفل المصريون بعيد شم النسيم يوم الاثنين التالي مباشرة ليوم الأحد الموافق عيد القيامة المجيد طبقا لتقويم الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية وذلك في شهر "برمودة" من كل عام.

ويرتبط الاحتفال بشم النسيم بمجموعة أطعمة تقليدية خاصة تتعلق بالعادات والتقاليد، والتي انتقلت من المصريين القدماء عبر العصور.

 

وتشمل قائمة الأطعمة المميزة لشم النسيم: البيض، والفسيخ "السمك المملح"، والخَسُّ، والبصل، والملانة "الحُمُّص الأخضر"، وهي أطعمة مصرية كان لها معنى ومدلول عند المصريين القدماء.

فالبيض يرمز إلى خلق الحياة من الجماد، وكان قدماء المصريين ينقشون عليه الدعوات والأمنيات بألوان مستخلصة من الطبيعة ويجمعونه في سلال من زعف النخيل الأخضر ويتركونه في شرفات المنازل أو يتم تعليقها على فروع الأشجار بالحدائق، لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق دعواتهم، وقد تطورت هذه النقوش فيما بعد لتصبح تلويناً للبيض وزخرفته.

والبصل ظهر ضمن أطعمة العيد التقليدية أيام الأسرة السادسة وارتبط عندهم بإرادة الحياة وقهر الموت والتغلب على المرض.

أما الخسّ فهو من النباتات التي تعلن عن حلول الربيع باكتمال نموها واعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة.

أما الفسيخ أو السمك المملح فقد ظهر مع بدء الاهتمام بتقديس النيل، وقد كان المصريون القدماء بارعين في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ، واعتبروه رمزا للخير والرزق، وتناوله في تلك المناسبة يعبر عن الخصوبة والبهجة المصاحبة لموسم الحصاد.

أما الحمص الأخضر أو "الملانة" فلأنّ نضوج ثمرة الحمص وامتلاءها يشير إلى مقدم الربيع.

وهكذا أهدى المصريون للعالم عيد ( شمّ النسيم ).