بسم الله الرحمن الرحيم
أليس الصبحُ بقريب؟
بلغني أيها الإنسانُ ذو
الإحساسِ البليدْ، حاملَ القلبِ الأقسى من الحديدْ، أنهُ قد جاء رمضانُ وناسٌ من
بني آدمَ مثلكَ بين قتيلٍ وشريدْ، والخلقُ بين دافنٍ ضميرَهُ في قبرٍ عَلاهُ
بالرملِ والحَصْبَاءْ، وبين ذائبِ القلبِ حُزناً وكَمداً كما يذوبُ المِلحُ في الماءْ،
فما زادَ هؤلاءِ وأولئكَ الظالمينَ إلا بطْشاً وإجراما، وزادَ المظلومينَ إلا
تعذيباً وإيلاما، وغَفِلَ الغافلون عن سننٍ المتكبِّرِ الجَبَّارْ، فباتَ العالَمُ
قابَ قوسينِ أو أدنَى من انتقامِ ذي القوَّةِ القهّارْ، فما هيَ إلا سُويعاتٌ من عُمْرِ
الزَّمَانْ، حتى تَطْرُقَ الأرضَ آيةُ الدُّخانْ، فيُنَجِّي اللهُ مَنْ أنْكَرَ مِنْ
عِبَادِهِ فِعْلَ الظالمينْ، ولا يُرَدُّ بَأْسُهُ عن القومِ المُجرِمينْ، فَدَعْهُمْ
في غَفْلَتِهِم ماضُونْ، وعَن وجودِ ربِّ السماءِ ذاهِلُونْ، حتّى يَدْهَمَهُمْ عِقَابُ
ربِّ الأربابْ، إنّ مَوعِدَهُم الصُّبْحُ أليسَ الصبحُ بالأبْوَابْ؟
تعليقات
إرسال تعليق