google.com, pub-2715080204716401, DIRECT, f08c47fec0942fa0 google.com, pub-2715080204716401, DIRECT, f08c47fec0942fa0 قصة (عند الحصن) لـ هانس كريستيان أندرسن

القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة (عند الحصن) لـ هانس كريستيان أندرسن

https://www.agbne.com/
 

بسم الله الرحمن الرحيم

قصة (عند الحصن) لـ هانس كريستيان أندرسن


 كان ذلك في فصل الخريف، عندما كنا نقف في مكان على متاريس الحصن ننظر عبر البحر إلى السفن العديدة والساحل السويدي الذي يرتفع عالياً في أول المساء من يوم مشرق؛ ينحدر الحصن من خلفنا بشكل فجائي، وفي الأسفل كانت هناك أشجار ضخمة، بدأت أوراقها الصفر تتساقط من على أغصانها. وفي الأسفل كانت هناك بيوت كتيبة بُنيت وسط السور الخشبي العالي ذي النهايات المدببة.

المكان داخل السور وحيث يسير الحارس كان ضيقاً ومظلماً، أما الفتحة خلف القضبان المتصالبة فكانت أشد ظلمة، هناك حيث يجلس السجناء المحكومـون بالأشـغـال الـشـاقـة ـ وهم أخطر المجرمين ـ شعاع من الشمس التي أوشكت على الغروب يسقط على الغرفة العارية ـ إذ إن الشمس تشرق على الخيِّر والشرير ـ أخذ السجين الغامق السِّحْنة ينظر إلى الشعاع البارد بازدراء.

حطَّ طيرٌ صغير عند القضبان المتصالبة ـ الطيرُ أيضاً يغني للأشرار والخيرين ـ فغنى أغنيـةً قـصـيـرة وبقي جالساً يخفق بجناحيه، قلع ريشةً ونفش الريش الباقي حول رقبته..

 بقي الرجل المقيد الشرير يتابع المشهد..

 أخذت معاني وجهه القبيح تتغير وترقّ! انبعثت في صدره فكرة لم يفهمها؛ فيها شيء من شعاع الشمس عبر القضبان، ومن عطر البنفسج الذي يملأ الحدائق في الربيع..

 وتناهت إلى سمعه موسيقى الصيادين الطربة المؤثرة..

 يطيرُ الطيرُ من على القضبان وتغيب أشعة الشمس، والحجرة مظلمة مثل قلب الرجل الشرير الذي أشرقت الشمس داخله والطير شدا..

 استمري يا نغمات بوق الصيّادين، المساءُ رقيق والبحرُ ساكنٌ وصقيلٌ مثل مرآة.

تعليقات

التنقل السريع